Se hai scelto di non accettare i cookie di profilazione e tracciamento, puoi aderire all’abbonamento "Consentless" a un costo molto accessibile, oppure scegliere un altro abbonamento per accedere ad ANSA.it.

Ti invitiamo a leggere le Condizioni Generali di Servizio, la Cookie Policy e l'Informativa Privacy.

Puoi leggere tutti i titoli di ANSA.it
e 10 contenuti ogni 30 giorni
a €16,99/anno

  • Servizio equivalente a quello accessibile prestando il consenso ai cookie di profilazione pubblicitaria e tracciamento
  • Durata annuale (senza rinnovo automatico)
  • Un pop-up ti avvertirà che hai raggiunto i contenuti consentiti in 30 giorni (potrai continuare a vedere tutti i titoli del sito, ma per aprire altri contenuti dovrai attendere il successivo periodo di 30 giorni)
  • Pubblicità presente ma non profilata o gestibile mediante il pannello delle preferenze
  • Iscrizione alle Newsletter tematiche curate dalle redazioni ANSA.


Per accedere senza limiti a tutti i contenuti di ANSA.it

Scegli il piano di abbonamento più adatto alle tue esigenze.

  • انسامد
  • الشبكة الاخبارية لوكالة الأنباء الايطالية أنسا
ANSAMed
 تقارير خاصة
قرية تطون.. "إيطاليا صغيرة" على أراضي مصرية
    (أنسامد) - أغسطس 9 - روما - في أغسطس من العام الماضي، تمكن خالد، من تحقيق حلمه أخيرا بوضع قدمه في الأراضي الإيطالية. على مدار ثلاثة أعوام، بداية من عام 2017، فعل هذا الشاب البالغ من العمر 23 عاما، من قرية تطون، بمحافظة الفيوم، بوسط مصر، كل شيء من أجل الوصول إلى إيطاليا، بل وتدرب على البناء حتى يصبح عامل بناء على الضفة الأخرى من البحر المتوسط، مثلما نصحه زملاءه الذين سبقوه إلى إيطاليا.

    تعرف قرية تطون، بـ "إيطاليا الصغيرة"، بين القرى الأخرى في محافظة الفيوم. فالقرية البالغ عدد سكانها 54 ألف نسمة، تضم جالية مكونة من 15 ألف في شبه الجزيرة الإيطالية، بحسب تقديرات حسين محمد، العضو بمجلس القرية.

    يوضح حسين لـ "أنسامد": "حوالي ثلث سكان القرية يوجد في الوقت الحالي في إيطاليا. كل عائلة لها على الأقل شخص أو شخصين على الجانب الآخر من البحر المتوسط".

    ورغم أن الفيوم تعرف بأنها واحدة من أفقر المحافظات في مصر، إلا أن تطون تعطي انطباعا مختلفا، بالمقارنة بباقي القرى حولها. فالقرية تضم مباني بجودة أعلى بالمقارنة بجيرانها، كما تحتوى على مقاهي فاخرة ومطاعم بيتزا باسماء إيطالية. الأمر يتعدى ذلك، فبعض شبابها يتحدثون الإيطالية فيما بينهم في شوارعها.

    على مر العصور، اعتمد أهالي القرية على الزراعة كمصدر للدخل، لكن الأزمة التي ضربت القطاع في بداية الألفينات، ورفع الحكومة الدعم تدريجيا عن صغار المزارعين، إضافة إلى طموح الأجيال الجديدة بعدم سلك الدرب نفسه لآبائهم المزارعين، دفعت الكثير منهم للتفكير في مغادرة البلد. أغرى الثراء السريع الذي حققه المهاجرون الأوائل من القرية إلى إيطاليا منذ تسعينات القرن المنصرم، الشباب لاختيار إيطاليا كواجهتهم المفضلة.

    كان وصول خالد، - تم تغيير اسمه لحماية هويته-، إلى لمبيدوزا في إيطاليا شاقا، عبر مهربي مهاجرين في ليبيا، بعد 3 أعوام من المغامرات الخطيرة والمثيرة للحزن. لكن، رغم هذه المخاطرة، إلا أنه يعلم أنه ببلوغه إيطاليا، سوف يتغير كل شيء، بفضل الجالية الكبيرة لقريته المنتشرة في نابولي وروما وميلان. فخلال اسبوعين فقط، تمكن خالد من العثور على عمل في مجال البناء والحصول على وثائق في نابولي.

    يوضح خالد، الذي يعمل والده في مجال الزراعة:" لو عملت مثل والدي في القرية، فلن أتمكن من جني المال للزواج والعيش في وضع جيد أو حتى امتلاك منزل". يدرك والده هذه الحقيقة، لذا لم يتردد عن بيع جزء من أرضه الزراعية لتمويل رحلة أبنه إلى إيطاليا.

    خالد ليس الوحيد الذي خاطر بحياته من أجل توفير حياة جيدة له ولأسرته. يوضح شاب آخر، يبلغ من العمر 27 عاما:" عائلتي تعيش في منزل صغير. جيراننا على جانبي المنزل، بات يمتلكان منزلين راقيين، بفضل الأموال التي أرسلها أبنائهم المهاجرين في إيطاليا. لقد كان محزنا لي النظر إلى أعلى ورؤية منزلي جيراني، ومنزلنا القديم".

    بعد 5 أعوام من العمل في مجال البناء في نابولي، عاد هذا الشاب الأخير مجددا إلى قريته، لشراء قطعة من الأرض وبناء منزل عليها لأسرته مثلما كان يحلم، بل وتزوج من القرية. ورغم ذلك، ينوي العودة مجددا إلى إيطاليا. "لا يمكنني البقاء هنا، لا يوجد خدمات أو عمل يساعدني على جني المال. لا يوجد حتى نظام صرف صحي في القرية"، يوضح الشاب لـ "أنسامد".

    ومع ذلك، هذا البحث عن الثراء يظل مكلفا ويودي بحياة البعض. يكفي سماع قصص بعض الشباب التي يرددونها على المقاهي، لاكتشاف كيف يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول إلى الجانب الآخر من البحر المتوسط.

    يوضح أحدهم:" لي صديق، رأى الموت بعينيه، كان على متن قارب في عام 2019، في البحر المتوسط، متجها إلى إيطاليا، وجاءت مروحية هليكوبتر مجهولة وألقت بصخرة كبيرة على القارب لإغراقه بكل من كان على متنه.

    ونجح صديقي في النجاة، وعاد إلى القرية، في صدمة نفسية بالغة. ورغم هذه المأساة، علمت أنه غامر مجددا بالسفر إلى إيطاليا، بعد شهور من الحادث".

    ورغم أنه من الصعب التأكد من هذه القصة، لكن يبقى هناك بعض الحقائق، فخلال سبتمبر 2016، كان 3 شباب من القرية ضمن الضحايا الـ 300 لمركب رشيد. وفي 2019، لقى 5 آخرين من تطون مصرعهم على يد مهربين، خلال رحلتهم عبر ليبيا إلى إيطاليا. هذه القصص، رغم أنها تبدو مأسوية، إلا أنها لم تثني الأخرين عن محاولة الهجرة إلى الضفة الأخرى من المتوسط. (أنسامد).